ربما شاهدتها قبل ذلك خلف زجاج السوبر ماركت و ربما استأت من ارتفاع ثمنها مقارنة ببقية أنواع الجبن ولاغرو في ذلك لأنها أرقى ما توصل إليه العقل البشري في إعداد الجبن الفاخر.. إنها الجبنة الزرقاء أو ما يسمى في فرنسا ركفور وتتميز بوجود العروق الزرقاء الضاربة إلى الخضرة الخفيفة وهي التي يراها البعض فيظن أنها جبن بالبقدونس.ولكن من تذوقها (على أصولها كما يقال) فقد حكمه الأدمان عليها والبحث عنها حتى لو كانت في جزر الواق الواق. وتحضر الجبنة الزرقاء من بادي ومنفحة بصورة عادية، ولكن بعد أن تقطع الخثرة تقلب وتصفى بشاش ويضاف إليها الملح (1%) رشاً، وتعبأ في قوالب خاصة ثم يلقح الفطر بفتات الخبز. والفطر المستخدم يسمى Penicillium roqueforti ويرش فتات الخبز الملقح بالفطر على قوالب الجبن وتحفظ في غرفة خاصة لمدة يوم ثم تقلب ويرش عليها ملح (4%) وتنقل إلى غرفة التسوية لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر وتقلب بصورة دورية ليدخل الفطر إلى داخلها.وهناك طريقة سريعة لتحضيرها أيضاً.تتميز الجبنة الزرقاء بأنها تجمع النكهة والطعم الحامض الحاذق والرطوبة (النعومة) العالية وبها دهن يصل إلى 50% (من وزنها الجاف).والجبنة الزرقاء لا تؤكل أكلاً وإنما تمسح على الخبز أو البسكويت المالح مسحاً خفيفاً جداً.. أما مدمنو هذا النوع من الجبن فإنهم يقتطعون جزءاً يسيراً من أعلى المثلث ويذيبونه في حلمات اللسان فحدث عن السعادة واللذة اللتين يتمتعون بها ولا تبالي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق